المواقف التي خرج بها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في إطلالته المتلفزة امس الاول بمناسبة انتهاء عامين من عهده كان لها وقع متناقض في القراءات عند كل فريق سياسي. فرأى فيها تيار المستقبل والرئيس المكلف سعد الحريري وفق اوساطه انها تتناغم معهما وتحصن التسوية الرئاسية وخصوصاً تمسك عون بالحريري كرئيس حكومة قوي ويسعى لمنع إضعافه كما وجدا في موقفه عن تمثيل النواب السنة المستقلين عن المستقبل ضالتهما المنشودة لتأكيد "صوابية" وجهة نظر الحريري. اما فريق 8 آذار فترى اوساط بارزة فيه ان كلام عون عن عدم اضعاف رئيس الحكومة ينسجم مع رؤيته للعهد القوي اي ان رئيس جمهورية القوي يحتاج الى رئيس حكومة قوي ورئيس مجلس نيابي قوي ومؤسسات قوية ولا تعتبره الاوساط في هذه النقطة موجهاً الى فريقنا لان فريقنا اكد انه متمسك بالتسوية الرئاسية ولا مرشح لديه راهناً سوى الحريري وربط النزاع مستمر معه ولكن هذا لا يعني ان نغبن الناس وان نتنازل عن حقوق النواب السنة المستقلين فتمثيلهم يكمل الحكومة ويعطيها صفة الوحدة الوطنية التي لا تكتمل ايضاً الا بتمثيل العلويين والاقليات المسيحية. وتلمح الاوساط الى ان كلام عون عن السّنة المدعومين من حزب الله "هم أفراد وليسوا كتلة. تجمعوا أخيرا وطالبوا بتمثيلهم"، سلبي ويتناغم مع موقف الحريري وجعله يتعنت اكثر ويرفع سقفه لكن التباين في المواقف لا يعني نسف التحالف مع رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر فإذا اتفقنا مع الرئيس على 10 مواضيع ومنها المقاومة وسوريا وكثير من الملفات الداخلية واختلفنا على امر او امرين لا يعني ان الخلاف وقع.
اما وصف عون مطلب السنة المدعومين من حزب الله بأنه "نوع من التكتكة السياسية التي تضرب استراتيجيتنا الكبيرة"، فتؤكد اوساط 8 آذار انه قاس على حزب الله وفريقنا وتصوير مطلبنا المحق بتمثيل حلفاءنا السنة كأنه معرقل الحكومة، وهنا تسأل الاوساط الم يعطل تمسك عون والوزير جبران باسيل بتوزير النائب طلال ارسلان الحكومة؟ الم يعطي باسيل كتلة من 3 نواب موارنة لارسلان ليصبح لديه كتلة وهم منضوون في تكتل لبنان القوي؟ كما تسأل الاوساط الم يصل "الدم السياسي" الى "الرُكب" بين التيار والقوات؟ وهذا الاشتباك عطل الحكومة 5 اشهر ونيف.
وتشير الاوساط الى ان الاتصالات المباشرة بين حزب الله والحريري مقطوعة منذ 4 ايام بعد اللقاء الذي جمع الحريري ومعاون السيد حسن نصر الله السياسي الحاج حسين الخليل والذي ابلغ فيه الخليل الحريري ان حزب الله متمسك بحلفائه السنة وتمثيلهم الا ان الحريري لم يجب مباشرة واتى الجواب عبر الاعلام. وتؤكد الاوساط ان الافكار المطروحة في الاعلام غير دقيقة وغير مقبولة لانها تمثل التفافاً على مطلب توزير احد النواب السنة الستة وليس من خارجهم واي توزير لسني وسطي يجب ان يكون بموافقتهم وليس العكس. وتوضح ان الجمود سيد الموقف باستثناء وجود قناة سياسية تعمل على "البارد" لايجاد مخرج على نار هادئة وتعمل راهناً على تبريد السخونة التي خلفتها مواقف الحريري وعون العالية السقف وكذلك اصرار حزب الله وحركة امل على توزير حلفاءهما الى درجة ان لا حكومة ولا ميثاقية لحكومة لا يشارك فيها شيعة لبنان اذا لم ينصف اهل السنة من خارج المستقبل.
اما في مقلب حزب الله فتؤكد اجواءه ان رئيس الجمهورية حليفنا وجبل موجود في قصر بعبدا وعلاقتنا معه تحالفية ممتازة جداً ولكن نحن مختلفون معه على توزير النواب السنة المستقلين فهو له رأي ونحن لنا رأي ولكن لن نعلق على مواقفه اعلاميا ولن ندخل معه في سجال على الاطلاق. اذا كان لدينا رأي او ملاحظة فإننا نقولهما في الغرف المغلقة. حالياً لا اتصالات مع القصر الجمهوري في هذا الامر. وعموماً الاتصالات في ما يسمى العقدة السنية متوقفة وواقعاً لا مخارج متوفرة حالياً.